
《iai-amir》 - 免费馆藏音频
作者:iai
关于
17-2 أمير الجيش الإسلامي/رسالة مفتوحة إلى العلماء والحكام والشباب بعنوان: الدين النصيحة بسم الله الرحمن الرحيم رسالة مفتوحة إلى العلماء والحكام والشباب بعنوان: الدين النصيحة الحمد لله العليم الحكيم والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى كل من سار على نهجه القويم، أما بعد: فإن النصح واجب ولسان النصح فصيح، وقول الحق فرض ومن لزم الحق اهتدى واتقى وهدى الخلق إلى خير الأولى والأخرى، والدعوة للإصلاح حتم وهي رسالة النبيين وعمل المرسلين، وإن الاعتبار بالمشاهدات والآثار طريق أولي الألباب والأبصار، فالأيام دول والأزمان حول، وكل نفس بما كسبت رهينة وكل امرئ ينسب إلى فعله ويحاسب على كسبه، وبلوغ المراتب العليا بلزوم التقوى ورد كيد العدى والصبر على البلوى (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ). أيا أصحاب الفضيلة العلماء وحراس الشريعة الغراء: إن من أول الواجبات وأعظم المهمات أن يقوم علماء الأمة سيما في الفتنِ والأزماتِ بواجبهم الشرعي ودورهم المحوريِ ليقولوا الكلمةَ الفصلَ ويقوموا للهِ بالقِسطِ، ولو كان الثمن السب والشتم والسجن والقتل، فالنفوس والأرواح فداء للدين، وأنتم بين التضييق والسجون لا محالة، فلا ينفع سكوت عن حق إلا لمصلحة راجحة ولا تمرير لباطل إلا لدرء مفسدة محققة. أيها العلماء الفضلاء أنتم السادة الأجلاء والمعين الذي لا يكدره الدلاء، جمالُ الأيام وهداة الأنام، أقدرُ الناس على فهم المقال ومعرفة المآل وتحديد مراتب الأعمال، وأرعَى الأمة للمصالِحِ والمفاسِدِ ولو ازدحمت وتعارضت، تعلمون الأحكام دقيقها وجليلها، أنتم ورثة النبيين إن لم تحضروا حضرت الشياطين وإن لم تتكلموا تكلم الأفاكون والرّوَيْبِضَات وعمت الدواهي والطامات، إن لم تثبتوا زلت أقدام الناس، وياويل أمه من لم يوف بميثاق رب العالمين (وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ) أيتها الجبال الراسية والقلوب الواعية: إن فلذات أكبادكم شباب الأمة فنسألكم بالله أن لا تتركوهم وحدهم فهم ثمرة دعوتكم وحصيلة تعبكم، وإن غيابكم أو تغييبكم هو أعظم رزية تصيب المسلمين وإن فقدكم ثلمة في الدين، والأمة جميعا بحاجة لكم حكاما ومحكومين أغنياء وفقراء رجالا ونساءا كبارا وصغارا، يحتاجون العالم الرباني التقي النقي العفيف الوسطي وقد ملّوا كل متشدد متنطع وكل متقلب لا يرى ولا يسمع إلا ما يريده الحاكم والسلطان ولو بالباطل دون دليل أو برهان، أنتم حراس الأمة الأمناء وحماة الملة الأوفياءفالله الله لا تضيعوا الأمانة فتضيع الأمة وتهدم الملة، وأنتم ملحُ الأرض فمن يصلح الملح إذا الملح فسد؟ ومن البلاء أن يكون رأس الأمر في الدين عضوا في حزب ديمقراطي يقيد فتواه بمصلحة القائمين عليه أو تابعا للدراهم والدنانير أو مولعا بالهبات والمناصب فكيف ستكون النصيحة؟ قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: [مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلاَ فِى غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ]. إن أهم النصيحة وأولى التذكيرُ في هذه الأيام وفي كل الأوقات والأزمان ما توجهت للحكام والقادة فهم أكثر الناس تعرضا للفتن وأعظم الخلق مسؤولية في الأحوال العادية وفي المحن، يصلح الفاسد بصلاحهم ويستقيم المنحرف بعدلهم، قوتهم بالحق ردع لكل عاد وذود عن كل ناد، لزومهم الصراط المستقيم غيث هنيئ مريء وعفتهم حماية لحقوق الناس وأموالهم، بهممهم العالية تحمى الديار وبإحسانهم التدبير تتهيأ الحياة الكريمة للشعوب، أعظم الناس أجرا وأقربهم من نبينا منزلا إمام عادل وأعظم الناس إثما وأبعدهم عن الملك الوهاب يوم المآب ملك كذاب. أيا أصحاب الفخامة قادة الأمة: لقد بلغتم من المناصب الدنيوية أعلاها فلا تختاروا من أحوال الناس في الآخرة أدناها، أنتم موطن العدل ومظنة الإنصاف، ومظلة لكل ذي حاجة ملهوف ورادع لكل ظالم عسوف، أعظم الأمانة في أعناقكم فلا تضيعوها، لا تخفى على الله منكم خافية تسربت أم لم تتسرب وسيحاسبكم على كل الأشياء دقت أو جلت، (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)فمن وجد خيرا فهو بتوفيق الله ومن وجد غير ذلك فهو بما كسبت يداه. إن الأعداء أضعفوا الدول العربية واستنزفوا ثرواتها وسعوا إلى تحجيم دور حكامها إلا من قهر شعوبها، أشغلوكم بالمال فسرقوه، وتحت ذريعة صداقتهم أبعدوكم عن شعوبكم وأوقعوا بينكم ليتحول العداء بين الشعوب وحكامها وليس بين الأمة وأعدائها، وضغطوا عليكم لمحاربة الدين وأهله والعلم وطلابه والمساجد وروادها وكل الكفاءات، يفتنونكم لتفتنوهم وتنشغلوا بهذا عن مهامكم ومسؤولياتكم، ثم رأيتم أن التغيير أتى من حيث لا تحتسبون، (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ)، يتربصون بكم الدوائر واحدا تلو الآخر، يتحينون انفصام العرى وانقطاع التواصل لينفثوا سمومهم ويرسلوا شياطينهم للإفساد والتخريب، بعد أن سلكوا كل الوسائل لاحتلال البلاد وظلم العباد وسلطوا الحاكم على المحكوم ودعموا كل ظلوم ونشروا الخوف والإرهاب وبنوا صرحا عظيما للهمالة والبطالة هاهم يزعمون الدفاع عن الديمقراطية ونشر الحرية وتحقيق الكرامة للشعوب! مثلهم (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ). لقد تخطت شعوب الأمة حاجز الجهل والتجهيل والتخويف والترهيب، واستيقنت أن أمريكا تركت حلفاءها كعادتها، وخاصة بعد نشر وثائقها عن طريق ويكيليكس -إذ قصدت حكام العرب على وجه الخصوص-وانكشفت الأسرار وانكسرت الأسوار، ولم يبق إلا شيئان مخافة الله وبعض حاجز إن انكسر حل ما حل من خير أو شر. إن الشعوب أدركت أن قوتها كامنة في دينها وفي نفسها وأصبحت على ثقة بقدراتها الهائلة التي لا يقف أمامها أي حاجز أمني أو مانع مادي، وتعلمت أن تغيير أي نظام مهما كان قاهرا طاغيا أصبح في متناول شبابها بل بين يدي أصحاب البسطات في الشوارع، فالنار التي أشعلها البوعزيزي طار شرارها غربا وشرقا وجنوبا فأشعلت الجزائر وليبيا واليمن ووصل سناها إيران ولم يطفئ لهيبها نيل أم الدنيا ولا مياه الرافدين والبحرين، وإن الزلزال الهائل الذي طيّر بن علي وأسقط حسني لم ولن يدع هيبة لأحد مالم تبن على إقامة العدل ونشر الحق وإنصاف الخلق. أصحاب الفخامة: إنه لا خلاص في الدنيا والآخرة إلا بالله ومع الله فلا تعثوا فسادا في الأرض ولا تنسوا يوم العرض، ولا تضادُّوا الله في مرادِهِ فإنَّ الأرضَ لله يورثها من يشاءُ من عبادِهِ، والملك كله له يهب منه لمن يشاء متى يشاء وينزعه ممن يشاء متى يشاء كالرزق والحياة والموت وتقليب الليل والنهار لا يمنع من ذلك حراس ولا شرط ولا عرض ولا مال (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وليس بين الله وبين أحد من خلقه نسب، والعاقل من اتعظ والسعيد من اعتبر. ابدؤا في الإصلاح بأنفسِكم والمقربين منكم تصلح شعوبكم ويُوثـق بكُم، فأنتم كالقلب من الجسد يصلح بصلاحه ويفسد بفساده، ولا بد من بناء رصين على أصل متين، واحذروا المداحين بل احثوا في وجوههم التراب فلن يزيدوكم خيرا ولن يغنوا عنكم من الله شيئا،وإن أصدق الناس معكم وأنصحهم لكم شعوبكم، تريد السعادة لها ولكم ولا تنافسكم على مناصبكم إن أحسنتم، فاصدُقوا معهم يكونوا عونا لكم، وتواضعوا لهم يرفع الله شأنكم واعدلوا تجدوهم فداءا لكم، ولا تظلموهم فتفسدوهم ولا تمنعوهم حقهم فتكفروهم، وكونوا كأم مشفقة بل كمصلح رباني، وشتان بين من جاء يوم القيامة على منبر من نور مع الأنبياء والأصفياء وبين من جاء مغضبا للحق مضيعا للخلق مع الظالمين الأشقياء، قالَ صلى الله عليه وسلم: [مَا مِنْ رَجُلٍ يَلِى أَمْرَ عَشَرَةٍ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ إِلاَّ أَتَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَغْلُولاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ فَكَّهُ بِرُّهُ أَوْ أَوْبَقَهُ إِثْمُهُ أَوَّلُهَا مَلاَمَةٌ وَأَوْسَطُهَا نَدَامَةٌ وَآخِرُهَا خِزْىٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ]. وإن الحل الرشيد والنجاح الأكيد للخروج من الأزمة المتعاظمة في الأمة هو: 1- الرجوع إلى اللهِ والإنابة إليه والتوكّل عليهِ والكفر بأمريكا والصهيونية والغرب وإيران والشرق. 2- إقامة الحكم الرشيد المستمد من ثوابت الأمة ونشر الحق وإحقاقه وقمع الباطل وإزهاقه وتولية أصحاب الكفاءات لا طلاب المكافئات. 3- التصالح مع الشعوبِ وإقامة العدل بينهم وتنمية طاقاتهم وتهيئة الحياة الكريمة لهم والسعي الجاد لحل مشاكلهم والتواصل معهم وإيجاد فرص عمل شريف لهم. 4- استخدام الثرواتِ لإصلاح العباد وبناءِ البلاد والاعتماد بعد الله على قدرات شعوبكم وخيرات بلادكم وِفقَ رؤيةٍ راشدةٍ لتحقيقِ التنمية المستدامة، وفسح المجال للعلماء والفضلاء والكفاءات ليأخذوا دورهم. 5- الذود عن حياض الأمة والذب عن أعراضها ومقدساتها وصيانة مقدراتها ومصالحها العامة والخاصة. 6- التواصل الإيجابي مع الدول والشعوب المبني على المصالح المتبادلة لتحقيق الخير في الدنيا والآخرة والأمن الإنساني للناس كافة والسلم العالمي بحق وليس على سبيل التبعية، فأمتنا هي الرائدة إلى الخير الحريصة على إقامة الحق والإحسان للخلق، تفيد وتستفيد وليست ذيلا لأحد ولا ذنبا لمغرب أو مشرق. وإن الإصلاح في وقتِه نافع وفي غير وقته غير ناجع، وعلى المصلح أن لا يتوانى فالوقت سيف صارم، قالَ الصديق للفاروق رضيَ اللهُ عنهما: واعلمْ أنَّ للهِ عملاً بالنهارِ لا يقبلُه بالليلِ، وأنَّ له عملاً بالليلِ لا يقبله بالنهارِ، ومن وعد فلا يخلف ومن عرف فلا يلفلف، ومن أخطأ فليتب ولا يسرف، وحل الإشكال لا يكون بالإشغال، وحق المال الإنفاق بقصد وتدبير وليس حقه التجميد والتبذير. أيا شباب الأمة، أنتم طليعة الزُّحُوف ومقدم الصُّفُوف: قلتم وقمتم وفعلتم فغيرتم وجه التاريخ، مرغتم أنوف الأمريكان في العراق وغيره وأسقطتم أكثر الأنظمة العربية قهرا وظلما وعناية أمنية، ولقد أكدنا مرارا أن من أهم منجزات الجهاد في العراق نقل شباب الأمة وكفاءاتها من العيش على هامش الأحداث إلى قيادة الأمة، وقد كان بفضل الله تعالى وها هو ذا يترسخ يوما بعد يوم. يا غرة الدهور وعطر الزهور: إن الوسائل لها حكم المقاصد والغايات، فالانترنت ووسائل الإعلام والتقنيات الحديثة وسائل لغايات تأخذ حكمها وفيها خير كثير وشر مستطير، والواجب التوقي منها كماش بين أرض الشوك يحذر ما يرى، وإن الحق نوعان فالأول واحد لا يتعدد والآخر المتنوع والمتفاضل ذو الخيارات فهذا تختلف فيه الآراء ولترجيحه طرق قد يكون منها كثرة الأصوات. وإننا إذ نتضامن مع كل مطلب مشروع وموقف نبيل فإن من أهم ما نوصي به أنفسنا ونوصيكم: 1- لزوم الصراط المستقيم والهدي القويم دراية ورعاية علما وعملا ظاهرا وباطنا: ومقتضى هذا الرجوع إلى أهل العلم الربانيين حصرا كل في شأنه ومُشاورةِ أهلِ الحل والعقد كلِّ في فنّه، يبينون لكم نُصُوص الشريعةِ وقواعدها المُحكَمة وينيرون لكم الدروب فهم النجوم الهاديات مهما احلولكت الظلمات، لتكون حياتُكم ومماتكم عبادةً على هدي القرآن وبصيرة من الرحمن، فَالدِّينُ جَاءَ لِسَعَادَةِ البَشَرْ وَلانْكِفَاءِ الشَّرِّ عَنهُمْ وَالضَّرَر. 2- التعلم والتفقه في كل العلوم النافعة: وأهمها الشرع والسياسة والمصالح والمفاسد والمقاصد، وأصل المقاصد حفظُ الدّينِ والنَّفسِ والعقلِ والنَّسلِ والمالِ، وعليكم بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، وحفظ المصالح العامة والخاصة، ويتأكد هذا في الفتن الظالمةٌ والأزماتِ الشاملةٌ، للفوز بأفضلِ المغانمِ وتحمّل أقلِ المغارمِ، واهتموا بسدِّ الذرائعِ كي لا تضطرب الأمورُ فيلتَبسَ الحقّ بالباطلِ، وتجنبوا مواجهة الفتنة بفتنةٍ مثلها أو أعظم، وإلا كان العمل عبثيا والهدف منسيا. 3- الإصلاح الدائم والشامل: للنفوسِ والأعمال والأقوال والأحوال، كما ورد على لسان النبي شعيب (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ). 4- العدل والعفو والتسامح والتغافر: فإن الخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة، والعفو صفة لازمة للقوي الكريم وهي سنة نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسلم، وقد عفا عن لبيد الذي سحره وابن أبي سلول الذي آذاه وعن الناس بعيدين وأقرباء إذ قال: [اذهبُوا فأنتم الطلقاءُ]، وهو امتحان لكل ناجح هل يصلح للإقتداء؟، وليكن عملكم إصلاحا ثوريا لا انتقاما ثأريا، فالظلم لا يصلح بالظلم بل بالعدل والقسط والميزان والقسطاس، ورد الحق المغصوب والمال المنهوب يحتاج إلى سياسة حكيمة لتكون مثلا للاحتذاء به في التغيير، والعدل يشمل وضع كل شيء موضعه وإعطاء كل شيء نصابه تكليفا أو تشريفا، ومَنْ أحسن فلا يشين عملَه بالباطل فاللهُ لا يُصلحُ عملَ المفسدين ولا يهدي القوم الظالمين حكاما أو محكومين. 5- التعاون والتكافل والتكامل وتوزيع الأدوار: فالواجب الحتم تعاون الجميع حتى تئوب الأمة إلى ربها وتثوب إلى رشدها، وتأخذ بأسباب القوة، وتحطم الأغلال، وتبدد الأوهام، لتعلو عرش المجد من جديد، وليقم كل واحد بدوره ويحفظ ثغره ويحسن قوله ويتقن عمله، وأحسنوا اختيار القيادة وأعلنوها واستوعبوا أهل السابقة وأصحاب المبادرات في القيادة والعمل لاستثمار الطاقات والمواهبِ كلها وإنهاض الأمَّة جميعِها. 6- الثبات والاستمرار في السراء والضراء: فهما علامة صاحب المبادئ الحقة، الذهب يزداد صفاء بالفتنة حتى يكمل نقاؤه ويتم بهاؤه [وإنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ] حتى بلوغ الأهداف المشروعة فإن كثيرا من الأمور بأيديكم فلا تضيعوها بسماع وعود دون حقائق وضمانات صحيحة. 7- التدرج والنماء: فهي سنة الله في خلقه، والإصلاح لا بد أن يأخذ وقته، والخيرُ لا يأتي دُفعة والبناء مراحل يمهِّد بعضُها لبعض، كالغيث الطيب يتدفق برفقٍ يغدق ولا يغرق ويخصِب ولا يغضِبُ رحمة لا عذابا هنيئا مريئا 8- البيان والإيضاح وحسن التواصل: لتكون المسيرة على البيضاء ليلها كنهارها واضحة المعالم بينة المقاصد بريئة عما يشين، لتتوضح النوايا وينهج الطريقُ، والبيان بالقول والعمل ودليل البصر أبلغ من دليل الخبر. 9- النقاء والتنقية: فإن بلاء الحركات المندسون فيها أو المدسوسون عليها الذين يتلونون كالحرباء جلودهم ناعمة وقلوبهم سوداء، يبغونكم الفتنة ويحملونكم على العنت وفيكم سماعون لهم وكل جماعة صغرت أو كبرت تحتاج إلى تنقية للصفوف باستمرار وفرز للأشخاص على الدوام وخاصة في القيادة فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء ليميز الله الخبيث من الطيب والموفق من وفقه الله. 10- المراقبة الدائمة للعمل والتقويم المتواصل: فإن من شأن كل عمل أن يحصل فيه أخطاء ويحمل بين طياته الشوائب، فالتقويم الصحيح والقرارات الرشيدة والتعديل المستمر والتركيز على الأهداف ضمانات تحفظ المسيرة والثورة على خطها الذي يوصلها إلى مقاصدها. 11- أخذ الحيطة والحذر: وأهم ذلك وأعظمه الحذر من العدو من داخل النفس وخارجها ومن داخل البلاد وخارجها، فإن النفس أمارة بالسوء والشيطان عدو غوي مبين وربما يأتي التخريب من بني جلدتكم وقد يأتي من خارج بلادكم فكم من شياطين الإنس والجن تتربص بكم لتذهب بهاء ثوراتكم ورونق أعمالكم ولتسرق إنجازاتكم وتحطم طموحاتكم، وهم لكم بالمرصاد فكونوا لهم شهابا مبينا وحساما باترا. والحذر كل الحذر من العجب فإنه محبط للأعمال ومسقط للآمال ومغضب لربنا المتعال. واللهُ يتَولانا جميعاً برحمتِهِ ويَهدينا إلى الحقِّ بفضلِهِ، اللهم جنب أمتنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وعاف مرضانا وداو جرحانا وفك قيد أسرانا وتقبل قتلانا شهداء عندك وصل وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. أمير جماعة الجيش الإسلامي في العراق الثلاثاء: 12 ربيع الأول 1432 الموافق: 15 شباط 2011